غرايبه يكتب: رغم حُسن النية.. كلمة الفريحات غير موفقة
ابراهيم غرايبة
لا أعرف الأستاذ ينال فريحات شخصيا لكنه شخصية عامة معروفة، ووالده ايضا رحمه الله كان شخصية عامة معروفة. وعشيرة الفريحات معروفة ولها تاريخ مهم وممتد لمئات السنين. وهو بالتأكيد محب ومنتمي لبلده وأهله، ولا يعقل انه يعتبر وجوده فوق تراب وطنه وموقعه السياسي المتقدم حالة وظيفية.
لم تكن كلمة فريحات في مجلس النواب موفقة برغم حسن النية والشعور الوطني الظاهرين فيها. لكن أيضا لنواجه أنفسنا؛ هناك فئة كبيرة من "المواطنين" تعتقد ان الأردن دولة وظيفية. وهناك كتب ومقالات كثيرة متداولة وبعضها مسجل ومنشور في الأردن ترى الأردن دولة وظيفية. وهناك انتقاص علني وواضح ومتداول للأردن والاردنيين تاريخا وحغرافيا ومجتمعات. واما التجاهل المتعمد للهوية والوجود والتاريخ والثقافة والناس والمدن والبلدات والقرى والآثار والتراث فيكاد يكون طاغيا. وهي كتب ومقالات تلاقي حفاوة واهتماما علنيا. وكثير من أصحاب هذه الافكار ودعاتها يشغلون مواقع مهمة ومتقدمة في الدولة وفي الحياة الإقتصادية والاجتماعية. أو على الأقل يحملون أرقاما وطنية.
مرة جمعني مجلس بأستاذ كان يتصدر المجلس ويدعي أن الأردن سلم فلسطين لليهود. المهم هذا الشخص تولى مناصب عامة قيادية في الدولة وهناك مثله كثير. لدرجة انني صرت أشك ان الدولة تدفع تابعين لها إلى الإساءة والمعارضة العدائية والجذرية الصاخبة غير الواقعية. وصرت بالفعل أشك في هولاء "الأبطال" وأصنفهم مع الأتباع.
الحكومات الاردنية ارتكبت اخطاء ومظالم كثيرة سياسية واقتصادية وإدارية. لكن لا يجوز ان يتحول مثل هذا الرأي مهما كان صحيحا وصادقا الى كراهية للأردن البلد والأمة وعمل ضد الذات.
لا يمكن بالطبع تغيير القلوب والمشاعر الا بإرادة أصحابها لكننا نقدر أن نعمل ونعيش معا مختلفين ومتنوعين وان نلتزم بالقوانين والقيم التي تمنع الازدراء والإساءة والاعتداء. واذا انتقلنا الى حالة من التقبل والتعاون ففي ذلك مصلحة لنا جميعا. وعلى أي حال لن يضر جماعات "الوظيفية" ان يكون الأردن مزدهرا ومتقدما.